بعد 10 سنوات من الان .. العراق بلا مسيحيين!

المميز

سادة العراق- بغداد

كتب باسم فرنسيس حنا: الى استراليا، حيث انتهى المطاف بمن تبقى من إخوته وأقاربه، يهاجر ‏المسيحي الأربعيني رافائيل ايشوع خريف هذا العام. يدرك رافائيل أن صلته بموطن أجداده انتهت ‏تماماً، منذ عثر نهاية العام الماضي على جثتي والديه، ممزقتين.

قبل هذا بأربعة أشهر فقط، كان رافائيل عثر على جثة أخيه ادمون ملقاة في احدى مزابل حي الدورة ‏جنوبي العاصمة.

بخلاف والـــدي رافائيل وأخويه، نجح المسيحي الشاب سعد توما بالخـــلاص من خاطفيه شتاء عام ‏‏2008، وهــو الآن يستعد مع باقي افراد الأسرة لمغــــادرة كردستان العراق الآمنة نسبياً، باتجاه ‏تركيا، تمهيداً لهجرة دائمة الى احدى الدول الاوروبية.

يتخوف رافائيل وسعد ومثلهما آلاف المسيحيين، من اتساع دائرة العنف في العراق الى الحد الذي لا ‏يستثني بقعة من اراضيه، خصوصاً بعد أن استعاد تنظيم القاعدة، سطوته على الاحداث وقتل اكثر من ‏‏2600 عراقي خلال الاشهر الثلاثة الماضية وجرح نحو ستة آلاف آخرين، معظمهم من الشباب الذين ‏قتلوا في تفجيرات طاولت ملاعب كرة قدم للهواة ومقاهي شبابية وأسواقاً شعبية في كل مدن العراق. ‏كما تمكن تنظيم القاعدة في 21 تموز (يوليو) الماضي من إطلاق سراح اكثر من 600 من أشرس ‏قياداته الميدانية ومقاتليه بعد تنفيذ عملية نوعية لاقتحام سجني (التاجي) و (ابو غريب)، باستخدام نحو ‏‏100 قذيفة هاون و12 انتحارياً وتسع سيارات مفخخة.

يتذكر سعد حتى الآن، حكايته مع مسلحي تنظيم القاعدة منذ اختطفوه في نقطة تفتيش وهمية شمالي ‏بغداد. وانتهاء بإطلاق سراحه بأعجوبة باتفاق بين اخيه الكبير أدور وزعيم عشيرة نافذ، سلّم المسلحين ‏‏80 ألف دولار واحتفظ لنفسه بـ ‏30 ألف دولار.

لكن المال الذي انقذ توما، لم يشفع لمواطنه فادي سليمان الذي دفعت والدته لخاطفيه 100 الف دولار ‏مقابل اطلاق سراحه حياً، ثم عادت ودفعت 20 ألف دولار لمجرد تسلم جثته، ثم اكتفت في ما بعد بدفن ‏الجثة التي سلمها لها مخادعون على انها جثة فادي في مقبرة العائلة في بغداد، ثم هاجرت مع ابنتها ‏الى السويد.

موسم الهجرة الى الغرب

رحلة رافائيل وسعد وأم فادي ومعهم آلاف المسيحيين الذين هاجروا، او هم في طريقهم الى الهجرة ‏الدائمة باتجاه الغرب، تنذر بأن البلاد التي استوطنها أتباع الديانة المسيحية منذ القرن الاول للميلاد، ‏توشك ان تفقدهم الى الأبد، بعد ان عجزت عن حمايتهم من الموت والتهجير على ايدي مسلحي القاعدة ‏ومجاميع مسلحة اخرى خلال الاعوام التي أعقبت الغزو الاميركي للعراق عام ‏2003.

موجة القتل التي تسببت بمقتل نحو الف مسيحي نهاية عام 2012، كانت الأعنف منذ مجازر ‏الأشوريين عام 1933 التي نفذتها قوات عراقية وقتل فيها نحو 600 مسيحي أشوري، بمعونة عشائر ‏عربية وكردية سلبت قراهم في ما بعد، ومنذ مذبحة قرية صوريا التي نفذتها قوات نظام البعث عام ‏‏1969 وراح ضحيتها اكثر من 90 كلدانياً، عشرات منهم أُحرقوا أحياء في كهف لجأوا اليه هرباً من ‏الاعدامات.

بالتوازي مع الاستهدافات المتكررة، هاجر نحو 700 الف مسيحي الى خارج العراق، من مجموع ‏مليون و400 الف عددهم قبل عام 2003، وفق تقارير دولية معتمدة على مجمعات كنسية، وأبرشيات ‏مسيحية، ومنظمات مدنية.

ويعتقد رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الكلداني ابلحد افرام، أن عدد المسيحيين المتبقين في العراق ‏حالياً لم يعد يتجاوز الـ400 الف مسيحي.

المرتبة الثالثة

يتنبأ القس أميل ايشو، بأن اتباع الديانة المسيحية سيتراجعون خلال وقت قصير من المرتبة الثانية الى ‏المرتبة الثالثة في تسلسل الديانات العراقية، إن لم يكونوا قد تراجعوا اصلاً… مؤكداً أن نصف ‏المسيحيين الذين غادروا خلال السنوات الماضية سيسحبون معهم، لا محالة، النصف المتبقي الذي ‏يعاني وطأة اليأس والخوف من الآتي.

يشاطره الرأي زميله القس يوحنا البازي، فهو يعتقد أن العراق سيصبح خالياً من مواطنيه المسيحيين ‏خلال السنوات العشر المقبلة في حال بقيت الاوضاع على حالها من عنف وخلافات وطائفية وعرقية ‏طبعت العقد الماضي بأسره… في حين يعتقد مطران ابرشية اربيل والمدبر البطريركي لأبرشية زاخو ‏ونوهدرا بشار متي وردة، بأن المسيحيين سيتحولون في احسن الاحوال الى مكون ضئيل غير قادر ‏على التأثير في مجريات الاحداث في البلاد، ولا حتى حماية نفسه.

يتفق مع القسين ايشو والبازي والمطران وردة، 84 في المئة من المسيحيين الذين استطلع كاتب ‏التحقيق آراءهم في استبيان نشر على موقع عنكاوا المسيحي، يعتقدون أن خلو العراق من المسيحيين ‏سيكون حتمياً، أو قابلاً للتحقيق، خلال عشر سنوات فقط. ولا يكاد رأي هؤلاء، يختلف كثيراً عما يراه ‏عشرات المسيحيين الذين التقاهم كاتب التحقيق في بغداد ومدن اقليم كردستان، ومعهم ايضاً، ناشطون ‏مدنيون، وباحثون اجتماعيون، وقيادات دينية وسياسية مسيحية. هؤلاء يعتقدون على نطاق واسع أن ‏ثالوثاً مشؤوماً يلف حياة المسيحيين ويدفعهم للهجرة خارج العراق، أول اضلاعه، العنف المتصاعد ‏واستمرار الصراعات الطائفية والعرقية في البلاد، فيما يتمثل الضلع الثاني بالنزعة الدينية المتطرفة ‏التي تزايدت حدتها في العراق والعالمين العربي والاسلامي خلال السنوات الاخيرة.

يضاف الى هذا، على ما يعتقد الناشط المسيحي مهند جرجس ومعه قساوسة وسياسيون مسيحيون ‏ابرزهم الوزيرة السابقة باسكال وردة، سيكون اليأس سبباً رئيساً في هجرة المسيحيين من كردستان ‏التي عرفت طوال السنوات الماضية بأنها آخر معقل يمكن ان يلجأ اليه المسيحيون، ضماناً للبقاء داخل ‏حدود الوطن.

ففي كردستان، كما يقول جرجيس، بات من الصعب ان تتغافل عن صعوبة العيش في مجتمع محافظ ‏يحاسبك على كل حركة، ويحول حاجز اللغة دون اندماجك فيه، وتتصاعد فيه حدة الخطاب الديني ‏الموجه ضدك الى حد اعتبار الاحتفال بأعياد الميلاد كفراً يتوجب القصاص من فاعليه.

يذكر جرجس أن تجنيد الشباب الكردستاني المتشدد للحرب في سورية مع جبهة النصرة، والذي بات ‏مشكلة مقلقة تلوح في افق كردستان، يشي بأن التشدد الديني الذي تسيطر عليه حكومة كردستان الآن، ‏قد ينفجر في وجه المسيحيين في أية لحظة.

القتل على الهوية

كان استهداف المسيحيين في بداية الامر، كما يقول القس واثق بطرس، يتلخص باختطاف المسيحيين ‏وقتلهم او قطع رؤوسهم، لكن مع صيف العام 2004 الذي شهد أعلى معدل لقتل المسيحيين (نحو ‏‏210 قتلى)، تحول الى استهدافات كبرى شملت تفجير كنائس وأديرة بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة ‏واقتحام منازل وقتل عائلات بأكملها لترويع المسيحيين وإجبارهم على الرحيل.

في مدينة الموصل ثاني اكبر المدن التي يقطنها مسيحيو العراق، تفنن المسلحون في تنفيذ عمليات قتل ‏مروعة استهدفت المسيحيين بكل فئاتهم، اطباء، وأساتذة، ومتقاعدين، وتجار وقساوسة، بل حتى بائعي ‏خضار وسائقي سيارات أجرة.

ولم يسلم الرهبان والقساوسة من «عدالة» الجماعات المتشددة في توزيع القتل على المسيحيين ‏بالتساوي، فقد اقتحم مسلحون منزل القس مازن ايشوع متوكة وقتلوا والده وأخويه حين لم يجدوه، ثم ‏عادوا وقتلوا الكاهن رغيد عزيز ومعه ثلاثة شمامسة حين خرجوا من قداس الاحد.

توالت في ما بعد سلسلة القتل الكهنوتية، وكانت من أبشعها حادثة مقتل راعي كنيسة مار افرام، القس ‏بولص سركون بهنام. ففي خريف 2006، قطع مسلحو تنظيم القاعدة رأس القس ثم وضعوا جسده ‏المقطع الى اربعة اقسام في وعاء كبير أمام باب الكنيسة، ثم تكرر الامر في آذار (مارس) 2008 ‏باختطاف رئيس اساقفة ابرشية الموصل المطران بولس فرج رحو، وهو اكبر مرجع ديني للكنيسة ‏الكاثوليكية في نينوى، ومعه ثلاثة من مساعديه، وعثر على جثثهم لاحقاً وعليها آثار التعذيب.

استهداف الكنائس

قبل وأثناء وبعد عمليات قتل رجال الدين المسيحيين، كانت الكنائس والاديرة هدفاً رئيساً لتنظيم ‏القاعدة، بهدف ارغام المسيحيين على مغادرة المدن التي يسكنونها باعتبارهم «ديانة غير مرحب بها» ‏بين صفوف المسلمين كما يقول الناشط جرجيس.

فخلال الاعوام 2003 – 2011، وثقت الدوائر الكنسية والمنظمات المسيحية أكثر من 60 كنيسة ‏وديراً مسيحياً تعرضت للتفجير والاقتحام في العراق، عدد كبير منها استهدف خلال حملات تفجير ‏كبرى تبناها تنظيم القاعدة واستخدم فيها سيارات مفخخة وعبوات ناسفة قتل فيها عشرات المسيحيين.

مطلع آب (اغسطس) عام 2004، تعرضت سبع كنائس في بغداد العاصمة ومدينة الموصل للتفجير ‏بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة اودت بحياة 18 مسيحياً وجرحت العشرات منهم حين كانوا يؤدون ‏قداس الاحد. وعرف ذلك اليوم حتى الآن بـ ‏«الاحد الدامي»، والذي توالت من بعده عمليات استهداف ‏الكنائس المسيحية طوال السنوات اللاحقة.

التهجير المباشر

خرجت عائلة الشماس يوسف بنيامين مع اكثر من 1380 عائلة مسيحية من مدينة الموصل باتجاه ‏كردستان، شتاء عام 2008، في حينه، يتذكر بنيامين، كانت «صولة تنظيم القاعدة» الجديدة قد بدأت ‏بهدف تهجير اكبر عدد ممكن من المسيحيين. قتل في هذه الحملة 12 مسيحياً وفجرت ثلاث كنائس ‏وبضعة بيوت. ثم انتهت الحملة ببيان علني بثته مكبرات الصوت في بعض الجوامع، يمنح المسيحيين ‏‏48 ساعة فقط لمغادرة المدينة.

قبل ان تنتهي المهلة، كانت العوائل المسيحية الـ 1380، من ضمنها عائلة الشماس بنيامين، قد ‏خرجت من المدينة، بعضها «اكتفى بالرحيل بملابس النوم فقط» كما يتذكر بنيامين.

في بغداد العاصمة، ابتدع تنظيم القاعدة اسلوباً بشعاً جداً لإرغام المسيحيين على المغادرة، ففي الثلاثين ‏من تشرين الاول 2010، اقتحم انتحاريون ينتمون الى تنظيم القاعدة باحة كنيسة سيدة النجاة وسط ‏بغداد، واحتجزوا أكثر من 100 مسيحي كانوا يؤدون قداس الاحد، مطالبين بإطلاق سراح ما قالوا ‏انهن «مسلمات مصريات اختطفن وأجبرن على دخول المسيحية من قبل الكنيسة القبطية في مصر». ‏ولاحقاً، فجر المسلحون احزمتهم الناسفة التي طوقوا بها اجسادهم وأجساد عدد من الرهائن، من ‏ضمنهم اطفال، لتنتهي المجزرة بـ58 قتيلاً وعشرات الجرحى.

عقب المجزرة التي نالت صدى اعلامياً عربياً وعالمياً، غادرت اكثر من ‏1500 عائلة مسيحية بغداد ‏باتجـــاه سهل نيــنوى ومدن اقليم كردستان، هذا غير العائلات التي هاجرت مباشرة الى خارج ‏الــعراق وقدرت بنحو 30 عائلة في اليوم.

التطرف

ابرز ما عاناه المسيحيون، قبل وأثناء موجة العنف التي طاولتهم بعد عام ‏2003، كما يعتقد الناشط ‏المسيحي بنيامين اسحاق، ان المتشددين بدأوا عزلهم بالتدريج. فيما يرى الخوري قرياقوس حنا متوكة ‏راعي كنيسة مريم العذراء في برطلة، أن التطرف الديني هو واحد من ابرز اسباب هجرة المسيحيين ‏الى خارج العراق.

يتفق معه في هذا الطرح، المدير السابق لمنظمة حمورابي لحقوق الانسان، وليم وردة، فهو يعتقد أن ‏تنامي التطرف الديني بالنسبة الى الأديان كقضية عالمية معاصرة، تسبب بتنامي موجات العنف ضد ‏المسيحيين في العراق. فالتطرف كما يرى وردة، «يقود مع مرور الوقت، الى التصادم بين الديانات ‏نفسها».

يحمل وردة، الدول الغربية الكبرى جزءاً كبيراً مما يتعرض له المسيحيون في العراق، فبمجرد ان ‏ظهر الفيلم المسيء الى النبي محمد وما سبقه من رسوم مسيئة، تعرض العشرات من المسيحيين الى ‏اعتداءات جسدية ولفظية، وارتفعت حدة خطاب الكراهية ضدهم.

خاطب بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم مار لويس روفائيل الأول ساكو، مسلمي العراق ‏خلال احتفالهم بالهجرة النبوية العام الماضي، بقوله: «ليكن قلبكم رحبا في حال ارتكاب الغرب ‏حماقات، ولا تدمجونا بها».

البطريرك ساكو أبلغ كاتب التحقيق، أن مستقبل المسيحيين في العراق بات منذ سنوات «غامضاً ‏ومخيفاً جداً». فالاوضاع المشتعلة في العراق وسورية ولبنان ومصر، تربك اوضاع المسيحيين مع ‏تنامي المغالاة لدى نسبة عالية من مواطني البلدان الاسلامية، وهذا الامر بالذات، كما يقول ساكو «هو ‏الذي يقلق المسيحيين ويدفعهم الى التفكير بالهجرة الى الغرب».

كردستان تفقد موقعها كمعقل أخير لمسيحيي العراق

راهن كثيرون، بمن فيهم قادة مسيحيون وناشطون وقساوسة، وحتى قادة اكراد وعرب، على أن ‏كردستان العراق يمكن ان تكون حاضنة موقتة للمسيحيين توفر لهم الأمان ريثما تستقر الاوضاع ‏السياسية والامنية في العراق ويعودون مجدداً الى مناطقهم الاصلية. التقارير كانت تقدر عدد العائلات ‏المسيحية التي نزحت الى مدن كردستان وسهل نينوى بأكثر من 65 الف عائلة.

الجميع كسب الرهان، بمن فيهم الناشط المدني سعدي قرياقوس، فقد كانت كردستان فعلاً حاضنة ‏موقتة كما يعتقد، ولكن «باعتبارها المحطة الاخيرة قبل الهجرة النهائية الى خارج العراق».

لا يواجه المسيحي القاطن في كردستان عادة، مخاطر الاختطاف او القتل او حتى التعرض بشكل عابر ‏للسيارات المفخخة والعبوات الناسفة. أقصى ما يمكن ان يهدد حياته هو حوادث السير كما يقول الناشط ‏قرياقوس. مع هذا، لا تتوقف رحلات الهجرة من كردستان الى الخارج، وقد تتسارع او تتباطأ قليلاً ‏‏«لكنها أبداً لا تتوقف».

العنف ليس دائماً سبباً للهجرة

يعني هذا عملياً، كما يقول القس بطرس حجي، أن العنف لم يكن على الاطلاق سبباً لهجرة المسيحيين ‏من كردستان الى خارج العراق.

القس حجي يعتقد ان المسيحيين الذين جاؤوا من مجتمعات منفتحة ومختلطة نسبياً مثل بغداد ونينوى، ‏وجدوا انفسهم مرغمين على العيش في مجتمع عشائري محافظ. هذا الامر كما يقول حجي ولّد لدى ‏المسيحيين «إحساساً بالغربة»، وصعوبة في التجانس مع مجتمع لا يفهمون حتى لغته.

يمتد الأمر كما يقول الباحث المسيحي فابيان نعوم، الى مشكلات اخرى لا يدركها الا المسيحي القاطن ‏في كردستان، أولها نظام الوظائف الذي يعتمد بشكل رئيسي على منح الدرجات الوظيفية للاكراد قبل ‏غيرهم من الاقليات. والمشاكل الثقافية المتعلقة بلغة الدراسة ونمط الحياة.

يضيف الباحث نعوم، حوادث العنف التي طاولت المسيحيين في زاخو ودهوك عام ‏2011، الى ‏الاسباب الأكثر تأثيراً على حركة الهجرة من كردستان. فهي كما يراها كانت نتيجة طبيعية لارتفاع ‏حدة التطرف الديني في المجتمع الكردي، والذي يعرف اصلاً بأنه مجتمع متدين أنتج اول تنظيم متشدد ‏في العراق، هو منظمة «انصار الاسلام» التي سبقت «القاعدة» في العمل العنفي داخل العراق.

يتذكر نعوم أن الأسر المسيحية كانت ترى في اقليم كردستان مكاناً أمثل للعيش، حتى جاءت احداث ‏زاخو لتضعهم امام حالة محيرة، فقد تسببت الاحداث التي بدأت بصراع محلي بين الاحزاب الكردية ‏وانتهت الى عمليات استهداف للمسيحيين، في شيوع حالة من الهلع دفعتهم الى التفكير أكثر بالهجرة ‏الى الغرب. تضيف باسكال وردة، وهي وزيرة سابقة في الحكومة المركزية، سبباً آخر يتمثل في ‏مشكلة عدم الاهتمام بايجاد بيئة حاضنة تخفف عن المسيحيين كل ما عانوه من العنف والاستهداف ‏طوال السنوات الماضية.

يعتقد سكرتير المجلس القومي الكلداني ضياء بطرس، أن اغلب المسيحيين الذين لجأوا الى كردستان ‏كانوا من الطبقات العادية والمسحوقة من العمال والموظفين العاديين. بالنسبة لاصحاب رؤوس ‏الاموال، وهم النسبة الاقل، تحسنت اوضاع بعضهم هنا، لكن الغالبية تدهورت اوضاعها الاقتصادية ‏لأنها تركت كل ما تملك في بغداد او باقي المحافظات. هؤلاء، كما يعتقد بطرس، هم الذين يجب ان ‏نقلق في شأنهم، لأن رغبتهم في الهجرة الى الخارج ستزداد مع كل صعوبات تواجههم.

الصحافي نامق ريفان يقول ان المسيحي اللاجئ الى كردستان، يواجه في الغالب مشكلات كبيرة على ‏صعيد العمل، خصوصاً بالنسبة الى الكادحين البسطاء، فهؤلاء يعانون من منافسة العمالة الآسيوية في ‏مجالات العمل بالمحلات والمطاعم والمتاجر، فيما تذهب فرصة العمل الحكومية غالباً للاكراد دون ‏المسيحيين.

ولا تقتصر الرغبة بالسفر على المسيحيين الفقراء وذوي الدخل المحدود، بل يتعدى الامر ليصل حتى ‏الى الاغنياء الذين يمتلكون رؤوس اموال ضخمة ومشاريع في كردستان.

فالمقاول الاربعيني فارس حنا الذي يعيش في كردستان قلق جداً من الاوضاع السياسية في كردستان ‏وامكانية تدهورها لاحقاً، فالأمور عموماً «لا تبشر بخير» كما يقول فارس، خصوصاً بعد تصاعد حدة ‏الخلافات بين الحزبين الحاكمين وقوى المعارضة التي دفعت مناصريها الى الشوارع في ربيع العام ‏‏2011‏.

يقول فارس إن الاوضاع عموماً تنذر بأن الامور قد تعود يوماً ما الى مرحلة الحرب الاهلية التي ‏اندلعت بين الحزبين الرئيسين في كردستان ما بين عام 1994 وعام 1998، وقد تقود اي مشكلة ‏سياسية داخلية الى عودة الامور الى نقطة الصفر.

يضيف التاجر فرنسيس زيا، الى مخاوف مواطنه حنا، بعض حالات الابتزاز التي يتعرض لها التجار ‏المسيحيون الكبار من قبل عدد من السياسيين النافذين الجشعين، فقد فرضت الظروف على زيا في ‏اوقات متفاوتة، أن يتشارك مع بعض هؤلاء، على ان الشراكة قائمة على تقديم المال من قبل زيا، فيما ‏تنحصر مهمة الشريك المسؤول بتوفير الحماية لزيا وللمشروع من مسؤولين مبتزين آخرين.

يلقي ابلحد افرام باللائمة على الكتل السياسية العراقية في مسألة تهميش المواطن المسيحي وإشعاره ‏بأنه مواطن من الدرجة الثانية. ففي الغالب، لا يحصل المسيحي على درجة وظيفية عالية كمدير عام ‏او غيرها من الوظائف المهمة، لأن هذه الوظائف اصبحت حكراً على الاطراف العراقية المهيمنة على ‏الحكومة.

يجمع الساسة ورجال الدين والمسيحيين الذين التقاهم كاتب التحقيق، ان جزءاً كبيراً من عملية اقناع ‏المسيحيين بالبقاء في العراق يعتمد على العراقيين انفسهم، والجزء الاكبر من هذه المسؤولية تقع على ‏عاتق حكومتي بغداد واربيل.

فبدون ان تخصص الحكومتان وظائف كافية للمسيحيين، وتوقف الانتهاكات التي يتعرضون لها في ‏كردستان وباقي محافظات العراق، ومن دون تسهيل مهمة التوطين الداخلي وتذليل صعوبات التعليم ‏واصدار قوانين لحمايتهم من الاعتداءات واتهامات التكفير، من دون هذا كله، سيكون من الصعب ان ‏يقتنع المسيحي بالبقاء في البلاد التي تعامله على انه مواطن من الدرجة الثانية، أو تستبيح دمه لانه لا ‏يريد ان يكون جزءاً من الصراع الذي لم يتوقف منذ عشر سنوات.

البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو، ناشد مسلمي العراق في خطاب علني، ان يكونوا اكثر ‏رأفة بإخوانهم المسيحيين، «نحن المسيحيين شركاؤكم في البشرية، وفي الوطن… كنا هنا قبل مجيء ‏الاسلام، وبقينا معكم نقاسمكم السراء والارض… حافظوا علينا من اجلكم، فإن هجرتنا من العراق ‏تضركم انتم اكثر مما تضرنا».

يدرك رافائيل ايشوع الذي ولد وعاش في بغداد طوال عقوده الاربعين، ان ثقافته وانتمائه للعراق ‏وللشرق سيتلاشى تماماً خلال بضع سنين يقضيها في المهجر. لكنه لن يتمكن ابداً من إقرأ المزيد

عالم آخر: الصدر والجلبي و”بحر” الحاج

المميز

سادة العراق- سرمد الطائي

الباحثة الإيطالية التي تعد دراسة عن اقتراع البرلمان المقرر بعد بضعة شهور، تسألني عن القضية الكبرى التي ستكون محور التنافس وسط كل هذا العنف. وأنا أعرض أمامها تفاصيل حوار مع الدكتور أحمد الجلبي أتولى تجهيزه للنشر، ومقتطفات من كلمتين للصدر والمالكي، أدليا بهما في لحظة واحدة من نهار السبت. إن دلالات التصورات الثلاثة في وسعها رسم الملامح الأساسية للفريقين المتنافسين على مراكز القوى ونهج إدارة الخلاف.
الجلبي يستخدم وصف “الكرف” أو “الغرف العشوائي” حين يتحدث عن سياسة الأمن التي يتبناها المالكي اليوم خلال شن حملات اعتقال واسعة حول بغداد، والجلبي يجد ذلك سببا مباشرا لتحويل البيئة الاجتماعية إلى طرف خائف من السلطة كاره لها، وكيان بشري مستعد لأن يرى في تنظيم القاعدة “منقذا” يتولى حمايته من قمع الدولة. الرجل يقول إن الأمور لم تصل إلى هذا الحد بعد، لأن جزءا واسعا من الجمهور لايزال يترقب الإصلاحات السياسية وتداعيات الاقتراع المقبل، لكن استمرار القاعدة في نهجها، واستمرار الحكومة في استعداء حزام بغداد، سيقدم هذه المنطقة الستراتيجية “هدية إلى القاعدة”. والقصة الحزينة تتسع بموازاة إجراءات بدائية لمؤسسة الأمن تذكرنا بعساكر القرون الوسطى (حسب وصف استخدمه كاتب غربي زار بغداد مؤخرا)، وهو ما يسهب الجلبي في تحليله مقارنا بأساليب متطورة لمكافحة الإرهاب باتت معروضة اليوم في السوق الدولية وتتولى حتى شركات من آسيا تقديمها كخدمات لدول المنطقة، دون ان يستعين بها العراق كأسلوب لتتبع المجموعات العنفية وتفكيكها بنحو علمي يتجنب وضع شريحة اجتماعية واسعة في قفص الاستعداء والاتهام.
كلام الجلبي يكاد يتطابق مع تحليل مهم استند إليه بترايوس عام ٢٠٠٧ ويتولى اليوم ساسة وصناع رأي، التذكير به محذرين من ان تصل شريحة عراقية واسعة إلى قناعة بأن السلطة عدو مكتمل العداوة، وان من حق الشعب حمل السلاح في وجهها، عبر القاعدة أو غير القاعدة.
والكثير من قادة التحالف الوطني يعرضون وجهة نظر مشابهة، وزعيم التيار الصدري كرر كلاما واضحا في هذا الإطار نهار السبت، قائلا ان بعض المحسوبين على الشيعة “زورا” يستهدفون السنة في جنوب البلاد. وان هؤلاء يقولون أحيانا انهم يستهدفون السنة بهدف ضرب الإرهاب “السني”. لكن الصدر أعاد تأكيد ان استهداف هذه الشريحة الأساسية لن تعني سوى مساعدة و”تمكين للإرهاب” وبمثابة ان نؤكد لهم ان العدالة غائبة ونضطرهم إلى قبول “غرائز الغابة” وقواعد الصيد المنفلت.
في تلك اللحظة كان المالكي “يغرف” من حقل الغراف النفطي “شبه العملاق”، لكنه خلال حفل الافتتاح راح يخاطب الأغلبية الشيعية قائلا، ان هناك من يشتمكم على المنابر، وأن بيننا وبينهم “بحر من الدم”. ولا يبدو ان المالكي كان يقصد حفنة متطرفين ينبذهم الجمهور العام، لأنه تحدث عن “بحر دماء” يليق باحتراب واسع بين الطوائف.
المعتدلون يحذرون من خطر استعداء المجتمع، لأن أي دولة يمكن أن تنجح لو حاربت حفنة متطرفين، لكنها إذا قررت شن الحرب على مجتمع واسع فإنها ستفشل، كما فشل صدام حسين بكل جبروته في تحقيق “نصر نهائي”. لكن المالكي يريد أن يبشر ببحر من الدم، ويتحدث حتى هذه اللحظة عن “قضيته الكبرى” قائلا إنه يهدف إلى منع عودة عقارب الساعة إلى الوراء.
المعتدلون يطرحون نهجا مسؤولا لإدارة الخلاف، والمالكي “يخترع” أسباب حرب شاملة، ويخترع “وهما” يريد استخدامه لجعل الشيعة يصدقون بإمكانية عودة صدام حسين أو أزلامه لحكم قمعي. وبين “الحكمة” و”الوهم المتضخم” المتهرب من أسئلة الحقيقة، ستدور التفاصيل الجوهرية لصراع تشكيل الحكومة في ٢٠١٤، وسنرى أي الصوتين أعلى.
بعد كلمتي المالكي والصدر بساعات، احترقت مدينة الصدر بالمفخخات. ولا أدري، هل أراد الجهاديون عبر رائحة الجسد المتفحم، أن يقولوا للصدر: إن رغبتك بالاعتدال لا تعجبنا.. أم أنهم إقرأ المزيد

متحدون يستنكر استهداف مجلس العزاء في المسيب ويؤكد ان اثارة النعرات الطائفية سلوك اجرامي مفضوح

المميز

سادة العراق- بغداد

استنكر ائتلاف متحدون العمل الاجرامي الجبان الذي استهدف مجلس عزاء في منطقة المسيب واوقع عشرات الشهداء والجرحى ، مؤكداً ان دور العبادة باتت هدفاً واضحاً للمجرمين بغية اثارة النعرات الطائفية المقيتة.

وقال الائتلاف في بيان صحفي انه لم يعد خافياً التصعيد الامني الخطير الذي يمر به بلدنا من اجل تصفية الحسابات السياسية على ارضنا ومن دماء ابنائنا ، داعياً العراقيين ليتحلوا بالوعي الوطني المطلوب ويقفوا كرجل واحد في هذه المحن المتتالية لحظة بعد اخرى من اجل تضميد الجراح والنهوض من جديد.

وتابع : لم يعد غريباً ان نجد استهداف حسينية بعد تفجير احد الجوامع، او اغتيال امام وخطيب او خادم ومؤذن يتبعه تهجير لعشرات العوائل، معرباً عن اعتقاده بان الخطاب الطائفي المتطرف للبعض يساهم اليوم في اثارة الكراهية او شحن الاجواء بشكل سلبي.

وابتهل الائتلاف الى المولى عز وجل ان يتغمد الشهداء الذين قضوا في احد بيوته بواسع رحمته ويمن على اهلنا ووطنا الجريح بالشفاء العاجل انه إقرأ المزيد

جهود اسامة النجيفي تثمر عن اطلاق سراح الشيخ عبد الستار عبد الجبار والشيخ مصطفى البياتي

المميز

سادة العراق- بغداد
اطلاق سراح الشيخ عبد الستار عبد الجبار والشيخ مصطفى البياتي عضوي المجمع الفقهي العراقي، بتدخل مباشر من السيد رئيس مجلس النواب العراقي الاستاذ اسامة النجيفي وقد استقبل أهالي بغداد الشيخين المطلق سراحهما في احتفالية مهرجانية، معربين عن امتنانهم للجهود التي بذلها ويبذلها النجيفي من أجل إحلال التوازن وإنصاف المظلوم ومواجهة الظالم. أنقر هنا لترى مراسم استقبال  الشيخين المطلق سراحهما.

 وتأتي هذه الخطوة في وقت يستمر وقوع قتلى وجرحى بتفجيرات تستهدف مساجد للسنّة في بغداد ومحافظات عراقية أخرى وويطالب الصدريون الحكومة بإطلاق سراح ما يسمونهم “مقاومين”، وسط تعالي أصوات محتجي “جمعة الوفاء أم بحر الدماء”، رافعين لافتات تقول:  المالكي أفلس سياسياً ويراهن على إقرأ المزيد

المالكي في هيئة صدام على المسرح الوطني!

المميز

سادة العراق- عدنان حسين
لماذا إذن أسقطنا صدام حسين؟ لماذا ناضلنا ضده فمات من مات منا في المعتقلات، وفي ساحات الإعدام، وفي المقابر الجماعية المنتشرة على سفوح الجبال وفي الوديان والسهول والصحراء وعن حافات الأهوار، ورزح منا من رزح في غياهب السجون سنين طولية، وفرّ منا من فرّ إلى المنافي الصعبة؟
لماذا توسلنا إسقاط صدام بأي طريقة ووسيلة ولم نترك محفلاً دولياً دون أن نناشده المساعدة والدعم والتأييد؟ ولماذا تحمّس بعضنا لتحقيق هدف الإسقاط ولو بالحرب شاملة الخراب والدمار؟
نعم، لماذا ولماذا ولماذا، مئة مرة والف مرة، لماذا فعلنا ذلك وأصررنا على فعله، إذا كنّا سنرجع بعد عشر سنوات فقط الى المربع الاول والى “نفس الطاسة والحمام”؟
أليس الهتاف في قاعة المسرح الوطني يوم الأربعاء الماضي بـ”بالروح بالدم نفديك يا مالكي”، عودة إلى مربع صدام حسين والى طاسة وحمام النظام السابق نفسهما؟
في السابق كان المُفتدى بالروح وبالدم صدام حسين والان نوري المالكي.. ذاك رئيس الجمهورية ورئيس مجلس قيادة الثورة والقائد العام للقوات المسلحة وزعيم الحزب الحاكم، وهذا رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة وزعيم الحزب الحاكم الذي صار البعض يسمّيه “حزب الدعوة العربي الاشتراكي” للمقاربة ما بين حزب حاكم سابق وحزب حاكم حالي، وتعبيراً عن نزعة الاحتكار والهيمنة على السلطة لكلا الحزبين.
المشهد في قاعة المسرح الوطني في احتفالية نقابة المعلمين يوم الأربعاء الماضي يستعيد بكل التفاصيل وأدقها مشاهد كانت تتكرر شهرياً، واحياناً أسبوعياً، في المكان ذاته وفي قاعات أخرى.. الرئيس (رئيس الجمهورية في السابق ورئيس الحكومة الآن) يقف منتصباً بانتشاء ومنفوش الريش كالطاووس، فيما يتقدم الانتهازيون المتزلفون منه حاملين دروع التكريم ومقدمين فروض الولاء، وفي الجو تتدفق الهتافات موجة اثر موجة “بالروح بالدم نفديك يا صدام” في السابق، و”بالروح بالدم نفديك يا مالكي” الآن!!
والآن إذا ما مرّ مشهد الأربعاء الماضي من دون أن نقف في وجهه من يضمن لنا أن نوري المالكي لن يكون قد وضع قدمه على أول الطريق المفضية به وبنا الى انتاج دكتاتور جديد من طراز صدام حسين.. لم يولد صدام دكتاتوراً ولم يدخل الى حزب البعث بوعد ان يكون دكتاتوراً يكون بين ضحاياه بعثيون.. كان ثمة هتاف أول “بالروح بالدم نفديك يا صدام” لم يستنكره أحد فتكرر مثنى فثلاث فمئة وألفاً، فكان أن صنع منه المرتزقة والانتهازيون المتزلفون دكتاتوراً خرّب البلاد وسبى العباد.
أنريد للتاريخ أن يعيد نفسه؟
فلنقل: لا، إذن .. ولنحل دون أن تنتقل عدوى “بالروح بالدم نفديك يا مالكي” من قاعة المسرح الوطني إلى قاعات البلاد الأخرى.
ملاحظة: اذا كان السيد المالكي غير راض عمّا جرى في المسرح الوطني فليعلن ذلك. اما اذا كان راضياً فعلى حزبه أن يعلن موقفه ويطالب أعضاءه بالكف عن تشويه سمعة حزبهم و إقرأ المزيد

اعترافات بالصورة والصوت حول من يقتل الشيعة في العراق ويخطفهم ويغتصبهم

المميز

سادة العراق- النجف الأشرف

تكثفت في محافظات العراق في الآونة الأخيرة أعمال التفجيرات والاغتيالات التي تأخذ صبغة طائفية بامتياز. أبناء السنة يتهمون أبناء الشيعة بما يرتكب من جرائم في مناطقهم وأبناء الشيعة يتهمون أبناء السنة بما تقع في مناطقهم من فضائع. الفيديو هنا يريكم من يفجر في العراق ويلصق التهمة بأبناء طائفة ضد أخرى لغرض خلق الفتنة  الطائفية. أضغط هنا لرؤية الفلم الذي فيه اعترافات خطيرة تبين من الذي يفجر ويقتل ويخطف ويغتصب الشيعة في العراق

ما رأيكم الآن؟ من الذي إقرأ المزيد

بين حسچة الإرهاب و “دولته”

المميز

سادة العراق- هاشم العقابي

شيء يصعب وصفه أن تجد الإرهابيين استفرسوا علينا إلى هذا الحد مستغلين انعدام فهم من يقود ملف العراق، وهو لا يعرف حتى معنى الأمن، فصاروا يؤسسون إلى “حسچة” إرهابية جديدة.

التفجيران اللذان استهدفا فاتحتي عزاء في مدينة الصدر ثم في الدورة رغم مأساويتهما وخسة من فعلهما إلا انهما يحملان رسالة واضحة لجماعة “وثيقة الشرف”. الحسچة لا تحتاج إلى من يفهمها فقط بل وتحتاج أيضا إلى من يستحي على نفسه ان صوبت نحوه وهو لا يجيد الرد. وبالمناسبة ليس كل حسچة حسچة، لكن الحظ العراقي المصخم جعل حتى الغبي “يتحسّچ” بروسنا. الطفل فينا يعرف بان البلد ساقط أمنيا. لا شيء فيه محمي من التفجيرات، اللهم إلا جارتنا الخضراء المدللة.

الجوامع، الحسينيات، الكنائس، السجون، المدارس، الأعراس، الفواتح و .. و … كلها أهداف مفتوحة للإرهابيين إلا ما رحم ربي. أحقا نحتاج “فريضة” ليشرح لنا معنى استهداف عزاء بالثورة ثم بالدورة. تفجيران يصيحان للرايح وللجاي: لك يا شيعي يا سني والله لن نبقي لكم باقية. بس منين أجيب اللي يرد عليهم ويوكّفهم عد حدهم .. نين؟

وينك يا رياض أحمد، والله نحتاجك ان تغنينا اليوم:

چم دوب أدافع عواذل يا خلك بالهوش

حتى دعوني شبيه السارحة بالهوش

لا چان هذا ابضميري لا ولا بالهوش

من حيث إذاني دعوهن من حچيهم طرش

لا خط لفاني ولا جدمي عليهم طرش

يا حيف نكضي العمر ما بين وادم طرش

لو تلزم اذنه لزم لو ما يكف بالهوش

الحاج المالكيكل هذا الذي يحدث والقابض على كرسي السلطة والملف الأمني والداخلية والدفاع حاير بالولاية الجاية مثل تلك العاشقة الحايرة بزرعات احميّد. وعود الأخ هم يدز رسائل بيها حسچة. الرسالة الجديدة بالصورة هذه المرة وليست بالكلام أو الكتابة. وهاكم تفضلوا شوفوا:

 يروي صاحب “زهر الربيع” آية الله العلامة الجزائري ان أحدهم دخل المسجد فصلى وأعجب الحاضرون بصلاته. حين انتهى منها تقدموا نحوه وقالوا له: صلاتك حقا رائعة ولم إقرأ المزيد

مسلحو جنوب الموصل يهزمون الغراوي و الحمداني يهزمهم رغم تخاذل قيادة عمليات نينوى

المميز

سادة العراق- نينوى

كشف مصدر أمني في محافظة نينوى أن العميد الركن خالد الحمداني مدير عام شرطة نينوى نفذ مؤخرا عملية أمنية في مناطق جنوب الموصل التي سبق لقادة قوات الجيش والشرطة الاتحادية أن اعلنوا عجزهم عن ترسيخ الأمن فيها لسخونتها وغزارة العمليات المسلحة فيها وكثافتها. وكشف المصدر أن أعدادا كبيرة من المسلحين حاصروا الحمداني مع عدد من الفوج المرافق له، لكن الحمداني ومن معه قاوموا المسلحين بما لديهم من عتاد.

ولفت المصدر إلى أن الحمداني في أثناء مقاومته للمسلحين المحاصرين له أجرى اتصالا بعمليات نينوى و طلب دعمها لفك حصاره، لكن قيادة عمليات نينوى لم تستجب للحمداني ما اضطر الأخير لطلب العون من أفواج الشرطة المحلية الذين هرعوا إلى مكان محاصرة الحمداني وفكوا حصاره، وأحكموا السيطرة على معسكر يعود للمسلحين الذين لاذوا بالفرار واستلوا على كدس أسلحة تعود لهم.

وأجرى المصدر مقارنة بين الحمداني الذي وصفه بالمنتصر مع اللواء الركن مهدي صبيح الغراوي قائد الشرطة الاتحادية الذي سبق له أن خرج في عملية أمنية في مناطق جنوب الموصل نفسها ولاذ هو نفسه و منتسبوه بالفرار بعد أن وقعت بين قواته والمسلحين اشتباكات لم تبد الشرطة الاتحادية أي مقاومة، سوى أنهم عادوا الى قواعدهم خائبين. واختتم المصدر بالقول: أين الثرى من الثريا وهل من مقارنة عادلة بين الحمداني المنتصر والغراوي المهزوم برغم إقرأ المزيد

هل سمعتم ماقاله هادي العامري؟!

المميز

سادة العراق- علي حسين

للمرة الألف الناس يسألون: ماذا يحدث؟ يسمعون كل يوم عن خطط وعمليات كبرى للقضاء على الإرهاب والقاعدة  والمليشيات وبعدها لا شيء سوى أخبار عن ضحايا جدد من الأبرياء، لا نرى سوى جنازات تطوف المدن والطرقات، كيف يمكن أن نسمع ونقرأ أخبارا عن عمليات “ثار للشهداء ” وقصص عن مهاجمة أوكار الإرهابيين ومؤتمرات صحفية عن اعتقال العشرات من المسلحين، ثم بعد دقائق يصدمنا خبر.. مجزرة في مدينة الصدر،  واغتيالات في الدورة،  وتهجير في  مناطق متفرقة من بغداد ومليشيات تريد فرض منطق البقاء للأقوى في الناصرية  والبصرة  والحلة وديالى؟ هل نحن في الطريق إلى حرب أهلية، أم أن الأمر لا يتعدى حوادث فردية هنا وهناك ؟ لعل التصريح الصادم  الذي أطلقه عضو اللجنة الأمنية لمجلس محافظة بغداد يكشف لنا مدى عمق المأساة التي يتعرض لها العراقيون.. فالمسؤول الأمني يؤكد أن هناك ضباطا ينتمون للأجهزة الأمنية يسهّلون دخول المفخخات إلى بعض المناطق، بل ذهب الرجل أكثر من ذلك حين قال: أن  البعض من هؤلاء الضباط يقودون بأنفسهم المفخخات، ليضعوها في الأماكن المستهدفة بسهولة وبدون عناء!
إذاً هناك ما يشبه التواطؤ الغريب بين أجهزة حكومية وجماعات إرهابية سهّلت وتسهّل العديد من عمليات القتل المجاني للعراقيين تحت أنظار وأسماع مسؤولين كبار، في المقابل تنشغل النخب السياسية عن هذا الملف الخطير بمناقشة قضايا واستحقاقات خاصة وكأننا ننعم بالأمن في كل ربوع البلاد، وكأن الحكومة ووزاراتها الأمنية تسيطر على الأمن بالفعل، لا أفهم كيف نتحدث عن أي قضية والأمن غائب أو مغيّب، والمفترض أن تكون هذه القضية هي الأولى على رأس كل المناقشات، لا أفهم كيف ينهمك الساسة في أحاديث عن وثيقة الشرف من دون ضمان وجود الأمن أولا، اليوم ونحن نقرأ عن عمليات إرهابية عشناها من قبل، انفعلنا بها، سكبنا أنهارا من الحبر حولها، وفجأة تعرض علينا من جديد، فيتعامل البعض معها وكأنها تحدث للمرة الأولى.
لا أجد تفسيرا واحدا، إلا أن ما يجري عبث من نوع خاص، عبث لا يختلف كثيرا عن عبث تصريحات السيد هادي العامري الذي أخبرنا أمس أن الوضع الأمني لا يمكن له أن يستقر دون  تسليم الملف الأمني بيد منظمة بدر:”افسحوا المجال للبدريين، سيصبح العراق آمناً”!
يعلم السيد العامري قبل غيره أن ترديد الشعارات والهتافات لا يطمئن الآخرين، ذلك أن منطق  إقصاء الآخر يتحكم في كل  مواقف مسؤولينا، ناهيك عن العتمة التي تخيم على معظم  المواقف والضبابية التي اجتاحت معظم خطواتهم في إدارة الدولة.
السيد العامري  الناس لا يحتاجون إلى قوات”دمج”، فقد عانوا من عدم خبرة  قادتهم الأمنيين.. الناس بحاجة إلى إشاعة مفهوم المواطنة ومحاربة الفساد وحكم القانون العادل على الجميع، وبغير ذلك فالخطب والشعارات  لن تجلب لنا إلا الكوارث التي ستستمر حتى لو عقدتم مليون جلسة حوار مع رؤساء ووجهاء العشائر، فمن غير المعقول أن تمد الحكومة يدها إلى  الميليشيات ، بينما هي تغلّ يدها أمام مكونات رئيسية من الشعب وتعاملهم كأنهم مواطنون من الدرجة الثانية.  
يعلم السيد العامري جيدا أن الناس كانوا يأملون بناء مجتمع يتسع للجميع، لكن الواقع يقول ان البلاد لم تعد تتسع إلا لأصحاب الصوت العالي  وللسراق  وللانتهازيين، ولمن ينالون الحظوة عند مكتب رئيس مجلس الوزراء،  وهذا ما جعل منطق الإقصاء أو الإلغاء يسري في الحياة السياسية التي لم تعد تحمل من السياسة سوى اسمها فقط.
ولهذا كله أرجو من السيد العامري أن يحسم موقفه ويعلنه بكل وضوح، هل هو مع قوات أمنية تمثل كل مكونات الشعب، ذات خبرة ودراية بطرق معالجة الإرهاب، أم انه يسعى لبناء قوات الحزب الواحد والصوت الواحد؟ والأهم من كل ذلك..هل سيكون مستعداً لسداد ثمن الإقدام على إقرأ المزيد

السلطة القضائية في مهبّ التجاذبات السياسية

المميز

سادة العراق- فخري كريم

إحدى المظاهر البارزة للدولة الفاشلة، تداخل سلطاتها الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية، في نسيجٍ متنافرٍ ونوّالٍ مُتَكَلفٍ ضعيف الصنعة، مشغول طوال الوقت بفكّ الاشتباك بين “زوجاته” خشية الفضيحة. ولا يمكن ان تقوم للدولة قيامة ما دامت اي من السلطات الثلاث معدومة الاستقلالية، عديمة الإرادة. ومثلما أعيد بناء الدولة على خرائب وفضلات النظام الدكتاتوري السابق، اكتسبت الدولة وأجهزتها ملامح ذلك النظام، وحافظت على قواعده وتكيّفت مع أساليبه وممارساته وقيمه البالية.
وليست السلطة القضائية استثناء عن هذه القاعدة في ما سُمّيَ بعملية إعادة بناء الدولة. وتاريخ الدولة منذ نشأتها، إنما هو من حيث الجوهر تاريخ القضاء، ومبتدؤها الشرائع والقوانين. ولأننا دولة فاشلة وفاسدة بكل المعايير، فالقضاء عندنا “قدرٌ” يعبث بحظوظ العراقيين ويذريها في مهب الرياح المُلوثة بسموم الكراهية والضغائن المتصدئة التي أيقظها الجهل والشراهة والفساد.
وقيل منذ فجر الدولة، إن غياب القضاء ينذر بنهاية الأمة وتحللها، ويفتت نسيجها، ويدمر كيانها. ومهما بذلنا ونافحنا وتصارعنا وتبادلنا المواقع، فان أس الخراب، بـ”انعدام القضاء” الذي يحيط بنا، سيظل يبدد أي أملٍ بالخلاص من فجيعتنا، ما دامت سلطة القضاء، مشلولة الإرادة، بلا حولٍ ولا قدرةٍ ولا استعدادٍ للنهوض بمهامها في إخراجنا من دائرة الفشل ونزيف الدم وتبديد الثروة ونهبها، والفرص المضيّعة للتقدم.
والقضاء من بين السلطات الثلاث، هو الأكثر صعوبة في عملية إعادة البناء. فالقاضي، والجهاز القضائي وأطره المختلفة، عناصر تقوم على التعليم والتأهيل والخبرة وتراكم المعرفة، وكلها تحتاج الى التخطيط والوقت وإرادة التغيير، وهي لم تكن في عقل الحاكم المدني الأميركي بول بريمر، لأنه كان مسكوناً بهاجس الإنجاز المتعجل، وتسجيل نجاح لا علاقة له بمستقبل العراق، ولم يكن ذلك أيضاً بين اولويات القادة العراقيين الجدد، ولا المنتدبين عنهم للتشريع، لانهم كانوا مشغولين بانتهاز الفرصة، واستباق الزمن لإنجاز تقاسم الغنيمة في العراق الجديد، والأولوية في اعتبارهم، أعطيت لتثبيت الخريطة الجديدة في متن الدستور. وقد كان ممكناً في قراءة واقعٍ يتعذر فيه اجراء انقلابٍ في المؤسسة القضائية وبنيانها القديم الذي أكل “عث” الاستبداد، حواشيها واساساتها وعبث بمتونها، ان يتوقف القادة عند القوانين التي شرعها ما كان يعرف بـ”مجلس قيادة الثورة” البعثي ويصدر قراراً بتعطيلها جميعاً وعدم الأخذ بها في كل الاحوال، تمهيداً لإلغائها، وهو ما لم يحصل حتى الان، تحت مظلة مجلس النواب الذي يوشك على إنهاء دورته الثالثة.
وكان مطلوباً أيضاً كمهمة ملحةٍ وأولوية في ارساء قواعد حماية للعملية الديمقراطية، إبعاد السلطة القضائية عن مباءة المحاصصة الطائفية، وإخضاعها لمعايير الكفاءة والنزاهة ونظافة اليد والتاريخ المهني والسياسي، ووضع شرط الشجاعة الشخصية، غير القابلة للتطويع والمسايرة والمساومة، وهو شرط يلزم الأخذ به في المناصب القضائية الرفيعة وهيئاتها العليا، التي تتوقف على قراراتها حياة الناس، وسيرورة العملية الديمقراطية، والحفاظ على سيادة البلاد وثروتها، وفي المقدمة من ذلك كله، السهر على الدستور وتطبيقه، وكشف عورات القوانين والاجراءات والممارسات المتعارضة والمتناقضة مع نصوصه وجوهره وروحه النابضة بالقيم الديمقراطية والإنسانية.
وكل ذلك كان ممكناً، ولو بحدود. لكن شيئاً من ذلك على العموم لم ير النور. ومثلما ظلت خرائب الدولة السابقة وفضلاتها تكشف عن نفسها، خلال السنوات التي أعقبت التغيير “الفوقي” بأداة خارجية مُقحمة، ظلت السلطة القضائية تدور في مربعها الأول، وتعيد انتاج نفسها، مأزومة، ومرتهنة الإرادة لولي الأمر والنعمة، وفرمانات السلطان الأول المتربع على هامة السلطة التنفيذية التي يفترض فيها ان تكون تحت ولاية السلطة القضائية، وتطيع قراراتها بلا جدلٍ ولا استعلاء.
وفي بيئة قلب المسلمات هذه، اضمحلت وتآكلت نواتات قضائية من قضاة مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والخبرة، وضاعت فرص اعتمادهم لرعاية نواتات أخرى من الأجيال الجديدة، والتخطيط لبناء هيكل قضائي معافى من ادران الماضي الاستبدادي، وفساد الحاضر، ولوثة محاصصاته الطائفية وتجاذباتها المخلة.
وما دام الحال على ما هو عليه الآن، فليس من أملٍ في إصلاح الوضع، وانتشال الدولة من براثن الفساد والفشل، ومعافاة الحياة السياسية، والارتقاء بها الى مشارف الديمقراطية واستعادة إرادة العراقيين وصيانة حقوقهم وحرياتهم وكرامتهم المهدورة.
والحال الذي عليه العراق الآن يشبه بيتا يأكل العِث أساساته، بلا سقف. وجدرانه تزداد تشققاً وتصدعاً، تنخرها الرطوبة، وتعشش في فراغاتها الغربان والحشرات الزاحفة. وليس من حلٍ بغير هَّدِ خرائب هذا البيت، وإعادة بنائه محمولاً على قواعد الديمقراطية وروح الدستور، خارج دائرة المحاصصة والطائفية. ومبتدأ أي بناء، القضاء وسلطته المخرومة بالتجاذب، وهياكله المتآكلة بفعل القوانين المتوارثة من عهود الدكتاتورية والاستبداد، بكفالة القوّامين على العراق الجديد، حماة الفساد والجور.
وقد يكون هذا من باب التمني، غير المشفوع بأسباب النيل القريب، وهو كذلك حتى الآن. ولكن السكوت على استمرار الحال، هاوية مفتوحة على الجحيم، ولا بد من العمل بكل الوسائل المتاحة، للانشغال بتطويق ما ينبض بالحياة في جسد القضاء وحمايته من استمرار تسلل نفوذ السلطة التنفيذية وشل ما هو قابل للمقاومة وعصي، ولو من زاوية الحفاظ على ما تبقى من ماء الوجه، على المسايرة وليّ الدستور والقوانين، بعد أن دخلت السلطة التشريعية على خط الصراع والتنازع على المناصب العليا في مجلس القضاء الأعلى والمحكمة الاتحادية، لتقاسمها بالتساوي، على حساب تغييب معايير النزاهة والكفاءة والاستقامة والتمسك بمبادئ القانون والعدالة. ومن المؤسف والمثير لأحزان مضاعفة، ان المحاصصة أخذت طريقها، باتفاقاتٍ سرية واتفاقات بالولاء المسبق، إلى المناصب العليا في القضاء، وتحت قُبة البرلمان، وبعلم (أو من وراء ظهور) النواب. ويبدو ان هذا بات يجري في غيبة من متابعة المنظمات المدنية والاهلية ورجال القانون الأسوياء والقيادات السياسية المجاهرة بالبحث عن مخارج لهذا الاستعصاء في الازمات التي تعاني منها البلاد، وكذلك النواب الذين يستنفرون وسائل الاعلام على القضايا الثانوية والعرضية وينخرطون في لعبة “طم خريزة” البرلمانية.
وتكاد بعض الترشيحات لمثل هذه المواقع القضائية الخطيرة، تُمرر، دون جَردٍ لارتكابات المرشح المنافية لأخلاقية القاضي وتمسكه بأذيال العدالة ونصوص القانون. بل ان البعض منها لا يخضع للمساومة الشخصية فحسب، بل يرتبط أحياناً بمعيار مدى قرب المرشح وخضوعه لدولة القانون ورئيس مجلس الوزراء، وكان من الممكن اعتبار ذلك إيجابياً، لولا انه يصب في كمينٍ اشد ضرراً، لا يجمعه بما يُراد للقضاء ان يكون عليه، جامعٌ او معيار.
لماذا لا يُذاع على الملأ، وفي كل وسائل الإعلام، وعلى مدىً زمني كاف، المرشحون للمناصب القضائية العليا وسيرهم الذاتية والمهنية، لعل بين الناس شهودا تنفع شهادتهم في كشف ما لا يرد في السير، أو ما يدعم كفاءة تتعرض للتشويه.
وقبل هذا وذاك، ان يكون القاضي المرشح، على إقرأ المزيد